الحمد لله الذي لا ينسى من ذَكَرَهُ ولا يضيع من شكره الحمد لله الذي لا يـُخَيِّبُ من قصده
الحمد في الولى والاخره الحمد الله الذي لا يخيب من دعاه ولا يقطع من رجاه
أحبتي في الله
قال تعالى في سورة الاحزاب في آية 41 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا )
سنجعل هذه الصفحات لتذكرة بعضنا البعض بأذكار الصباح والمساء ...
ونسأل الله ان يجعلنا من الذاكرين له كثرا ...
لكل أخٍ واخت ... أرجوا استحضار النية في كل مشاركة ... واخلاص ما قُدم فيها لوجة الله تبارك وتعالى ...
لكي ننال الاجر والمثوبة ... وان يكون نصب عينه قولى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ...
" الدال على الخير كفاعله "
فإن ذِكر الله من أجلِّ العبادات وأحبّها إليه سبحانه وتعالى، فلم يزل يأمر بها عباده ويحثُّهم عليها تزكيةً لنفوسهم وتقويةً لإيمانهم وزيادةً في يقينهم، فإنَّ المُلازم لذِكر الله في كافة أحواله، لا تراه إلاَّ سبَّاقًا إلى طاعة الله، وقَّافًا عند حدوده، قائمًا بأمره، توَّاقًا إلى لقائه، مُدبِرًا عن الدنيا، مُقبِلاً على الآخرة.
وقد علَّق الله جلَّ وعلا فلاح المؤمنين بإقامتهم لذكر الله، فقال تعالى: }وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [الجمعة:10].
ولقد نهى الله جلَّ وعلا عن الغفلة عن ذكره، فقال تعالى: }وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ{ [الأعراف: 205]
لأنَّ الغفلة عن ذكر الله تُمكِّن الشيطان من إحداث الوساوس والخواطر، وتُضعِف إيمان المرء وتجعله أسير الشهوة والنفس الأمَّارة بالسوء ومغريات الدنيا الفانية؛ فلا تراه إلاَّ متثاقلاً عن أداء الفرائض، سبَّاقًا إلى الشبهات وانتهاك الحرمات، وتلك علامة الموت والغفلة.
فعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة»
فذِكر الله حياة القلوب وبهجة النفوس، وشفاءٌ للصدور والأرواح، وقوَّةٌ في الأبدان، ونور في الوجه والعقل والبصر، لذلك قال تعالى: }وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ{ [العنكبوت: 45].
وعن عبد الله بن بسر أنَّ رجلاً قال:
يا رسول الله، إنَّ أبواب الخير كثيرة ولا أستطيع القيام بكلِّها، فأخبرني بما شئت أتشبَّث به، ولا تُكثر علي فأنسى. قال: «لا يزال لسانك رطبًا بذِكر الله تعالى»
وفي الختام ...
اعلموا احبتي في الله أنَّ فوائد الأذكار كثيرة جمَّة، بسَّطها العلماء في كتُب الأذكار، وإنما قصدنا في هذا الكتيب الإشارة إلى المهم منها، وإظهار بعض فضائلها مما يقوِّي الهمم ويدفع النفوس إلى التشمير عن ساعد الجد، والاجتهاد في القيام بهذه العبادة الجليلة.
واعلموا حفظكم الله أنَّ ذِكر الله ينفع في لحظات الموت، ويكون سببًا في الثبات والنجاة من بلاء الاحتضار وفتنته..
وكما ذكرنا أنفاً .. سنجعل هذه الصفحات لتذكرة بعضنا البعض بأذكار الصباح والمساء ...
قال محمد بن ثابت النباني:
ذهبتُ أُلقِّن أبي وهو في الموت، فقلت::يا أبت، قل «لا إله إلا الله»، فقال: يا بني خلِّ عني، فإنِّي في وردي السادس أو السابع!